الأحد، 1 سبتمبر 2013

الثقب الاسود



بداخل كل منا ثغرة قد تكون بحجم قطرة الندي او حتي بحجم بذرة السمسم لكن تلك الثغرة المتناهية الصغر ما هي الا ثقب اسود نصنعه حينما نضغط عناصرنا الداخلية فتتحول الي عناصر بأحجام صغيرة لكن بأوزانها الثابتة المثالية.
  بمعني اننا ننفذ مبادئنا التي تربينا عليها او نشأنا نحملها علي صدورنا وسام شرف و ازدهار لكن في اوقات غير اوقاتها و في مواقف لا تتطلبها و انما ننفذها ظنا اننا مازلنا نحمل دواخلنا النظيفة الناصعة , بينما اننا نفذها حتي لاتصدئ تلك المبادئ فُتهشم و نتحول الي ادميين الملامح .

 للأسف ثقوبنا السوداء لا تتوقف عن الجذب عندما تولد  بل كلما جذبت شيئا تزداد اتساعا لا يهم ماذا تجذب سواء كان مشهدا عاطفيا في فيلم ما او كلام منمق لشخصية سطحية متمردة علي المظهر العام او فكرة من احد الساسة الذين لا يهتمون سوي بالتأثير لا يهم ان كان جيدا او سيئا بقدر نجاح عملية التأثير نفسها , فالقوة ليست في ان تغلب عشرة اشخاص بعقلك و انما في التأثير علي شخص واحد بعقلك , و يبقي ذلك الثقب يجذب كل ما حوله حتي يبدأ في اجتذابك انت اي انك تكون معبأ بتلك المشاهد العاطفية و بالكلام المنمق و افكار الساسة حتي تنتهي بين تلك الحشود و لا تعد تتذكر هيئتك فأنت بعقل سياسي و بلسان شخصيات مختلفة و بعاطفة مخطوطة في نصوص دار السينما حقا ماذا بقي منك ؟؟ .. لاشئ لا شئ من اصلك , حتما عندما تصل الي تلك المرحلة لابد ان تبحث عن النهاية لكن السؤال الأهم ليس متي سينتهي ذلك الثقب الأسود و ينغلق و انما لماذا وجد في البداية ؟
من اجل اننا لا نستطيع ان نمارس مبادئنا التي تربينا عليها , لماذا نمارسها بشكلها الأصلي
 لماذا لا نستحدثها ؟
إن مجتمعنا المصري قد خلد معني (هذا ما وجدنا عليه اباؤنا ) و ان ذلك التعبير المخلد اطلق حملات كثير من ضمنها حملة ( لا للتطوير ) و حملة ( فلنسعي من أجل روتين طويل الأجل).

 ان كل شئ وجد و قابل للتعلم  يكون دائما قابل للتطوير  ... لا تثبت اي شئ في مكانه حتي لا تنتهي بأن تكون كتاب صفحاته مهترئة و يتكاثر من فوقه التراب ,   ولا تكن كمن يحاول ان لا يجعل صفحاته مهترئة فينتهي به الأمر ان يحشوها  بمعلومات منسوخة و ممسوخة بمعني انك عندما تحاول تحديث تلك المبادئ فلا تستحدثها بمقايس مجتمعك فقط لأنه حتي مع العلم انك يحب ان تتعايش مع مجتمعك وفقا لمقايسه الا انك يجب ان تمرر تلك المقايس من منظورك ايضا .

اي في النهاية يجب ان تستحدث مبادئك بل كل ما تعلمته و لا تضغطه  و بالمقابل لا تستحدثهم بطرق تقليدية و رخيصة بل استحدثهم بطرقك الخاصة لا ان تخرج كثيرا عن المألوف و لا ان تعبد المألوف حتي تنسي هدفك و هو ان تكون شخصية سوية في مجتمع و ان كان غير سوي و يرقد في قاع ثقوبه السوداء .