الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

النسق




قد يعم الظن بإنه لايوجد ترابط بين احداث حياتنا و حياة الأخرين و ذلك ناتج لإختلاف البيئة و إختلاف الطبقات المجتمعية ، لكن اذا جُمعت حياة كل فرد بكل حوار اجراه بكل كلمة ناجي بها عقله معطيا لنفسه الارشادات او التهيئات او الأماني سنجد سنجد ان هناك تشابها بينها كلها لكن ليس في الأحداث او في الكلمات و إنما في الحِكمة 

بمعني ؟!! 
انك اذا وضعت حياة كل البشر بكل تغيراتها النفسية و الجسدية و البيئية و الاجتماعية في شكل  معادلة حسابية فإنك ستجد التشابه ( الحِكمة) ليس في معطيات المعادلة ولا حتي القانون وليس الإستنتاج و إنما في نسق المعادلة نفسها و هذا من ابداع الخالق فالحياة الإنسانية اعقد بلايين بلايين المرات من المجرة و الذرة الا ان ثلاثتهم تسير علي نفس النسق تقريبا ، نسق المعادلة نفسها 

مثال ...
* الكون يتمدد فالضغط يزداد و نتاج هذا قد تنفجر بعض النجوم والكواكب 
*الجزئ يتمدد اذا مامد بالطاقة فتبتعد الذرات بعيدا عن بعضها مع اختلاف المسافات 
*الإنسان يكبر في السن و العقل و النفسية و يتغيروا جميعا 
هاهي ثلاث معادلات لا شئ متشابه في المعطيات او القانون الذي تملئ علي حسبه الفراغات بالمعطيات ولا حتي النتائج التي تخرج من تلك المعادلة لكن نسقها واحد .... التمدد ....

* الأستاذ يضغط علي التلاميذ لكي يحفظوا و من شدة قسوته اصبحوا يحلمون بمادته و ايضا لا يسمع لهم صوت في حصته فحصل الأستاذ علي التعليم الممنهج الخاوي من العقل ولا يحتوي سوي العقول المختلة 
*الأب يقسوا علي اولاده حتي يتعلموا ان الصمت عند الضيوف نعمة ثم يذهب بهم الي ضيف ما ليسمع ثنائه الكبير علي هدوء و حسن اولاده 
*فقير بمجرد ان ملك بعضا المال قسي علي نفسه و حياته و من معه حتي لا يمسه الفقر مرة اخري 

هاهي ثلاث معادلات اخري لا تتشابه لكنها تمتلك نفس النسق .... الخوف....

ايوة يعني عايز ايه ؟.. 
لاشئ اترك لك جميع المعلومات لتستخرج منها ما شئت سواء كانت نصيحة او طريقة معيشة او حتي مجرد ابتسامة لمعلومة اضافت الي عقلك طريقة جديدة في التفكير ، كما اترك لك تلك الجملة الأخيرة (ان كنت تعيش حياتك كما الثمل الذي لا يترك كؤوس المتعة او كنت ملازم غرفتك فستتعلم الحِكم و ما يبقيك علي العيش في سلامك الخاص لأنه مهما اختلفت الأعراق و الأعراف و الديانات فكلنا نسير علي نسق واحد ) و لك كامل الحرية في ان تستخرج نسقك الخاص ولا ترتطم باهواء التيه لبحثك عنه او عن حكمتك لكن فقط تعامل بطبيعتك الداخلية و اختار ولا تدع شيئا يفرض عليك و لا تقبل معلومة كما هي فلا شئ موجود كما عرفته ولكن هو اعطي لك في تلك الصورة ليس اكثر - لا تُطبق تلك القاعدة علي الأديان السماوية ولا اله الا الله - فلا تتعامل مع النسق علي انه كيان كبير تبنيه شئ في شئ بل هي مجرد نقاط صغيرة من افكارك و حياتك و بحثك الدائم عن الحقيقة و موضوعيتك في كل شئ .

السبت، 12 أكتوبر 2013

البداية و النهاية



أسير علي كوبري قصر النيل و المطر ينهمر بغزارة ، الأرض يسمع وقع المطر عليها كأيادي صغيرة تصفق و كقدمي راقص علي رأسي  ، من مجنون يسير في هذا الوقت العاصف ؟ ، عزيزي السائل لم اسير في هذا الموقف العاصف بل كان مغيما لا يوحي بالمطر الشديد عندما بدأت هذا المشوار الأحمق ، ملعون من يريد ان يقابل صديقه في كافيه من المفترض انه لا يغلق الا في وقت متأخر ، الوقت ، لابد ان الساعة متوقفة علي العاشرة منذ ساعتين
-أخرج مامعك من نقود .. يقولها ملوحا لي بمطوته التي اصبحت رمز كل لص، لم اضحك لم ارتعد خوفا لم اظهر اكثر من علامات السخرية تلك الابتسامة التي احتلت نصف وجهي حينها قال 
- انا لاامزح ، قالها بصوت فيه ثقل لكن ليس ثقل الصوت هو ما ضايقني و انما خفة اليد الذي استطاع بها ان يجرحني في رأسي قبل ان ينهي تلك الجملة ، حينها امسكته من ياقته جيدا و قلت له 
- اذا اردت ان تفعل شيئا فنفذه لاتكن مثل حال البلد ...جعجعة ولا شئ يذكر ، صراخ تحت انقاضه فراغ .

فراغ كلمة قيلت في ثانية وهي نفس الثانية التي اخذها لتطير من عينيه نظرة توحي انه احس بجنوني و التي هبطت في الثانية التي تجاورها مطوته في ضلعي الأيسر لتستقر هناك و ركض ، ركض و ترك سلاح جريمته بين يدي الضحية ، لماذا انا محاط بالأغبياء حتي من يريدون اذيتي او يقدموا عليها ! ، و يالها من اذية اتخيل عنوان الخبر -مصرع شاب في الخامسة و الثلاثين من عمره علي يد اللص و اللص يقول انه مجنون -  ياله من لص تعس في اليوم الذي يجد فيه شخصا يبدوا عليه الضعف و انه بسيط يرتكب جريمة قتل بدلا من مجرد سرقة ، لو ان الضباب قد خيم علي بصيرته لتركني امر بسلام و ما حدث ما حدث

ضباب .. كل شئ بدأ يبدو ضبابيا تلك الألوان الصفراء التي تسكن المصابيح بدأت تتمازج مع لون الكوبري الأخضر لأسمع سوي صوت المطر و بدأ يخف شيئا فشيئا ، رفعت رأسي الي السماء حتي اري منبع المطر لمرة اخيرة فكلنا عندما نفارق اي شئ لا بد من نظرة اخيرة لتوديعه حتي بدأت صورة مزعجة تنهي كل تلك الفقرة الأشبه الي اللحظة السينمائية الكاملة ، صورتي  وانا في الثامنة و لكن بملامح اقسي بعنين اكثر حدة و كأنه جسدي و انا في الثامنة لكن عقلي الحالي ..امعقول قد حكم علي ان اقضي اخر لحظة و انا يائس و  مجنون امام نفسي .

- انت لست مجنونا و تلك ليست اخر لحظاتك قالها بنبرة هادئة تقرب الي الهمس و برغم هذا الضجيج اسمعه بكل وضوح ،حينها نظرت اليه و قد ملئت عيناي بكل علامة استفهام وجدت بداخلي 

-مازال لديك الكثير انت.. ، حينها قاطعته 

- ارجوك اعفني من منطقك و طاقاتك الإيجابية السخيفة فقد كررتها لثلاثة عشر عاما  و بماذا افادتني لا شئ 
ماذا اعطاني المنطق لا شئ فقط اهداني حفنة من اليأس تكفيني لأن اري ان تلك نهايتي ، انت لا تعلم ماذا تعني النهاية ان تري نهاية كل حديث مجرد صمت منقطع ، ان تري نهاية كل وجه قابلته مجرد فراق مهما طال الزمن بين تلك النقطتين فلا بد انك ستصل لتلك النقطة الأخري لا محالة اما بسبب عمل او شئ اخر يشغلك ، ان تري كل صديق تعرفه يتغير بينما انت مازلت تحتفظ بتلك العينين التي تراقبهم و بذلك السجل الذي يسمي الذاكرة الذي اصبح دائرة مغلقة لا يكرر سوي ذكرياتك و انت صغير او ذكرياتك مع اي شئ ان تري نهاية عقلك اما الجنون او الخرف ان تري النهايات حتي تصبح في حالة من ملل من البدايات و لا تبحث حتي عنها و ينتهي الأمر بأن تجلس و بداخلك سؤال ماذا افعل ؟  

- ماذا افعل ؟ قلتها و انا انظر اليه و بداخل عيني دمعة لم اعلم ان كان سيميزها بين المطر ام لا ... 
مسح دمعتي و تقبع علي وجهه ابتسامة صغيرة كأنه كان يعلم مجري الحديث و قال 
- مازال لديك هذا الصدئ و هذا ، وضع يده علي صدري ثم نقلها لتستقر علي جيبي ثم انصرف
لم افهم تلك الكلمتان حتي رن الهاتف في ذلك الجيب ، اخرجته بأخر قدر من الحركة و فتحته 
_ اين انت ؟!!  ساعة انتظرك امام محطة الاوبرا 
- تامر .. اذا تحركت الي كوبري قصر النيل .... فستجد شابا بقميص ابيض و الدم من حوله ..لا تقلق ..فهذا انا .
القيت هاتفي و  يدي علي قلبي اشعر بنبضاته و كانت سترتسم ابتسامة علي وجهي لكن فقدان الوعي باغتني 
.
.

اللعنة 

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

ثلاثة فروق يجب أن ترد








الحقيقة والكذب
 من قال أن الحقيقة تؤلم إلحقيقة لا تؤلم ما يؤلم  هو عثرتنا في زجاج تخيلاتنا و طنونا المكسور الكذب لم يكن أكثر من بساط لكن ليس لتغطية ذلك الزجاج بل و لتغطية قلة الفصاحة في كلماتنا ، فما يجعل الكذبة تستوعب أكثر من الحقيقة هي الجهد في تأليفها فلذلك تخرج بكلام مدروس و بألوان زاهية و ليست كالحقيقة تلقي و لا يهتم بلونها ولا كلامتها ، فإذا عومل الصدق كالكذب في اختيار الكلمات لحقا فهمنا بشكل اسرع  حديث الرسول حينما قال الصدق منجاة


الخير و الشر
الفروق بين الخير و الشر ليست عظيمة لأنه أن كانت عظيمة لما أصبح الانتقال بين ضفتيهما أمرا بالغ السهولة و إنما تكمن الصعوبة في سببية الانتقال و ما يحدث عند الانتقال ، إن سببية الانتقال تدور دائما حول ظروف خارجية و هي لوحة واهية لواقع اننا في بحث دائم عما ينقصنا و لسنا في بحث حول كيفية تدبر ما بأيدينا لخلق ما يساعدنا ، الفقر لم  يكن يوما عيبا و إنما الهزيمة تكون في اليأس من هزيمته  أما عند الانتقال فلا بد أن يوضع شرط انك ستعود مرة أخري و في جميع الحالات يجب أن تعدم نظرية المثالية لأنه ببساطة لا يوجد شر مثالي أو خير مثالي فلا تحاول الوصول لأحدهما 



 العاطفة المفرطة و اللاعاطفة
ما بين تلك الحالتين فروق كبيرة و لكل له آلامه لكن لنذكر إيجابيتهما أولا فالعاطفة المفرطة عندما يكون مديرها هو علم قراءة الناس تجعل من يملكها من الأشخاص الجديرين بالرفقة فيكون وجوده أشبه بمن يبعث غيوم الهدوء بداخلك و يعزف أجمل ألحان الاسترخاء علي أوتار أعصابك ألمتاججة من ضجيج اليوم أما اللاعاطفة فايجابيتها الوحيدة هي أنها تأخذ مسطرة و طبشورة المعلم لتؤهلك لمواجهة الواقع علي درجة عالية فأن تكون قادرا علي مواجهة الواقع و انت علي دراية به أفضل من أن تكون طريح أرض معركته و انت تحلم باختفاءه.

فإلي جانب تلك الإيجابيات لماذا نرسم السلبيات و نحددها ، لكل شئ سلبيات و كلما ارتفعت قيمة الإيجابية كلما ازدادت تكلفة الضريبة المدفوعة مقابلها فلا شئ ب المجان و لا شئ يعطي و لا يأخذ مقابله شئ فلا تعاتب  نفسك لأنك تدفع  ضريبة أكبر من  الاخرين و لكن تذكر لماذا تدفعها و لا تدفع أكثر من المطلوب فأنت هكذا تتفاني في أفناء نفسك من الوجود