الثلاثاء، 20 مايو 2014

بداخلي



بداخلي شارع تملؤه المقاهي التي تتخللها اغاني ام كلثوم ويسود هذا الشارع الحركة و تجمعات بسيطة لمشاهدة القرداتي و اخري لمشاهدة البيانولا ، هذا الشارع لا تشرق له شمس و دائما قمره كبير لذلك كان من السهولة ان يسكن به عبد الحليم  ليقف علي السطح يناجي القمر و بنهاية الشارع هناك فندق صغير تنزل به بعض الشخصيات المثيرة للاهتمام ، فهناك في احدي شرفاته تجد كلا من مصطفي محمود و السادات يلعبان الشطرنج هذا يتباهي باستراتيجيات الحرب و الاخر باستراتيجيات الحياة و كلاهما يماثلان تلك الاستراتيجيات علي اللعبة مع تصحيح كلا منهما لمنظور الاخر  و يتخلل ذلك الحديث المشوق احدي التعليقات الساخرة من الحديث الذي يجري في الشرفة الاخري حتي لايحتدم النقاش  ، اه  الحديث المُجري علي الشرفة الثانية كان لأنيس منصور و فيكتور هيجو و كلاهما يتغنيان بمعني الانثي و مشاعرها و عاطفة الحياة  و احتسائهما الشاي بالنعناع و يتخلل ذلك الحديث اما قصيدة لفيكتور هيجو او القاء انيس منصور قصيدة للشاعر يوسف زيدان نعم بداخلي يوسف زيدان شاعرا صوفيا لا يجلس علي المقاهي او يرتاد غرفة في ذلك الفندق و انما يجلس علي تلة تبعد عن الفندق بضعة كيلو مترات حتي يستطيع ان ينظر الي كلا من الشارع و القمر فيراقب الحركة  و السكون في نفس الوقت .
بداخلي ارض مزروعة تشرق عليها الشمس لكن ليس كثيرا و يقطن في تلك الأرض كوخا ليس صغيرا في الحجم لا تغادر نافذته بخور برائحة الياسمين  و حينما تبدأ الشمس في الغروب و يظهر وجهها البرتقالي الذي يحنو ليقبل الأعشاب و سمار الأطفال , تلك الوجوه التي ابتلت من اللعب و تريد مكافأة ، يأتي بها  صاحب سحابة سعادتهم بائع غزل البنات الذي أجره لأيتمثل  سوي في شكرا يا عمو و بعد قطمة من تلك السحابة الوردية أو البيضاء تكمن السعادة البسيطة  و لكليهما طعم مختلف وليس مثل الان مجرد ظل سكري يختفي بمجرد دخوله عتبة فمك.

الان .... تلك كلمة تسبب لي إزعاجا أكثر من انزعاجي برسالة الأمل التي اكتبها كل يوم و أرمي بها بين طيات المجهول لتصل إلي المستقبل و حينما يصبح الحاضر ضيفا أثقل من المستقبل الذي أساس ثقله أننا لا نعرف بأي هوية سيأتي لنا بها حينها نبدأ في صنع دواخلنا مع ترك باقة دعوة لكل من أراد الدخول سواء تلك الدعوة كانت بين لوحة عظيمة أو قصيدة أعظم أو سطور بسيطة كسطوري.