الثلاثاء، 30 يوليو 2013

خطوات المطر





المطر هو من أجمل ما خلق في الطبيعة لأن كيانه بيمثل صفات كتيرة , هو جنة للأطفال و الأب الي راجع من سفره بشنطة الذكريات للكبار لكن لما تتأمل في المطر تلاقي كل خطوة في دورة حياته مشابهة لحياتك... ازاي ؟؟؟

تعالي نعرف ....

 بدايته هي زي بدايتك نقطة في بحر الحياة تبقي ولا شئ بدون افكار بدون اراء لانك مجرد عين بتسجل و عقل بيحفظ و بعدين تيجي الشمس الي هي رمز للنمو و الحركة و زي ما بتغير نقطة المية دي لبخار و يطلع للسحب فوق , انت كمان بتتغير بس بتطلع لأهدافك تفضل تطلع و زي ما حرارة الجو حوالين نقطة المية بيقل ,انت المشاكل حوالين طريق هدفك بيقلل من حرارة حياتك لحد ما توصل لمرحلة انت نفسك تفكر انا ليه حاولت اوصل للهدف دا اصلا و بعدين بتكمل , بتكمل لحد ما انت توصل وزي ما  بتستقر نقطة المية هناك و تكون جوة الغيمة الي هي بتصور في بعض الثقافات علي انها الجنة , انت فعلا بتكون في جنتك الخاصة جنة الإكتفاء لان انت وصلت لكل الي انت عاوزه  تحس بنتائج جهدك و براحة الإنتصار و القوة , ساعتها بتقول انه خلااص مش هعمل حاجة تانية و مش عايز حاجة تانية لكن الطبيعة ما بتسكتش ولما الرياح بتحرك الغيوم انت كمان بتتحرك لحد ما يجي اليوم الي تصطدم فيه الغيوم ببعضها و يحصل البرق و الرعد ساعتها انت الطبيعة بتعمل في حياتك البرق و الرعد دول و تفضل تخربش فيك , عشان يظهر معدنك الحقيقي و عكس ما كنا متخيلين ان وقت ظهور المعدن الحقيقي هو وقت انتصار تاني.. ابدا دا بيبقي المعدن الحقيقي هو النقطة الأساسية عشان تتحط في امتحان من سؤال واحد هتعمل ايه بعد كده ؟ .. الصعوبة مش في السؤال دا الصعوبة في جو الامتحان نفسه لان انت بتبقي زي نقطة المية الي طلعت للغيوم و استقرت فيها و الرياح حركت الغيوم و ضربت الغيوم في بعضها و نقطة المية دي فضلت تتغير لحد ما اصبحت كثافتها اتقل من كثافة الغيوم نفسها وساعتها  بينزل المطر و هي دي اجواء الامتحان , انت السؤال دا بيفضل في بالك و انت زي النقطة دي بمعدنك الحقيقي بتسقط لحد ما توصل للأرض خلااص وقعت .. لا وقعت فعلا ؟ جاوب بقي علي السؤال ؟ 

 أغششك ؟

الجواب سهل , ارجع بص علي نقطة المية من تاني فيه نقطة الي بتقع في اليابسة و بتفضل هناك ,  زي ناس بتقع علي وشها و يتهيئلها انها عمرها ما هتقف تاني و لا هتشوف النعيم الي كانت فيه , و تفضل ثابتة علي الارض تفتكر زمان و النعيم  والجنة الي داقت فيها لحظات الانتصار المختلفة و فضلت مكانها لحد ما جفت او بمعني اصح اختفت. عارف النقطة دي زي مين ؟ ايوة زي مجتمعنا بالظبط الي نفسه يقابل الزمن عشان يطلب منه طلب واحد بس .. قول لزمان ارجع يا زمان , بس انت مش النقطة دي راقب بقي النقطة التانية , الي وقعت في البحر و رجعت زي ما كانت نقطة في بحر و هي دي الي المفروض تكونها.

 عرفت هتعمل ايه ؟.. لا مش هتبقي من غير افكار ولا اراء... تبقي عين بتسجل و عقل بيحفظ لأنك سجلت نقطة المية الي علي اليابسة الي فضلت في تيه الذكريات لحد ما اختفت , و حفظت انت ان لا الذكريات هتقومك ولا الزمن هيسمعك و لا الزمان هيرجع تاني عرفت هتعمل ايه ؟ ايوة فعلا هتحضر فكرة جديدة بهدف جديد عشان تيجي الشمس تغيرك و تحركك و تديك الفرصة و الطريق الي هيوصلك لجنتك من تاني و تدوق هناك انتصار تاني بطعم احلي ,  خلااص جاوبت علي السؤال ؟ مبروك خدت الدرجة بس مش الكاملة , انت بتتعامل مع الواقع مش الخيال ... بس افتكر دايما علي اد عدد الغيوم لسه في جنات تانية شايلة ليك كرسي فيها و مستنياك و علي اد عدد المرات الي بتشرق فيها الشمس طلع انت افكارك لأن هتشرق اكيد الفرص الي هتقبل افكارك دي , و في النهاية احب اسيبك بمقولة شعرية تحضرك للإمتحانات الجاية و يمكن تخليك مستعد لحياتك كلها حتي و انت مش عارف فيها ايه ...

((و إذا ما تم شئ بدا نقصهُ .. ترقب زوالاً اذا قيل تم ))








الجمعة، 12 يوليو 2013

السعادة المستحيلة



 السماء لم تكن اجمل من ذلك اللون ابدا ,ذلك الثوب الأحمر المخملي الذي يغطيها و يداعب الغيوم... كيف لم اري السماء بذلك الجمال من قبل , حقا انك لا تري شيئا إلا اذا كنت في مركزه, هكذا كنت افكر بينما اسقط لكن لم يكن الهواء شديدا بل كان الهواء حليفي, كأنه يحيط وجهي بيديه ليزيد من سعادتي , الأن انا اقترب من الارض بضعة امتار ولا ارتدي مظلة , لا يوجد حولي شئ اقتربت اكثر و الغريب انه  مهما اقتربت لا أشعر بشئ لا أشعر بآني سأصطدم بالأرض لا اشعر بخوف او قلق انه كلا من الطمأنينة و الأمان الكامن بداخل كل خلية في جسدي, ثم حانت اللحظة و اقتربت من الأرض حتي بقي بيني و بينها سنتيمترات هدأ كل شئ وكأنه استجاب للطمأنينة و الأمان الذي يقبع بداخلي, وعندما لامست الأرض كنت الطفل الذي يوضع في المهد كنت الإبن الذي يلامس الفراش البارد كنت الجد الذي تلامس رأسه الوسادة التي تشبعت ببرودة هواء المدينة و يستمع الي صوت ضجيجها في راحة المساء بينما يتسرب الي اذنه الأخري صوت ام كلثوم , و من وسادته لوسادتي ...أجل كان حلما و هاهي خيبة الأمل تحيك زيها الذي كثيرا ما افقدني بهجتي بل لا ابالغ لو قلت انسانيتي, لكني مزقتها عندما تذكرت شعوري في الحلم تلك الطمأنينة الممتزجة بالأمان انهما طفلان يمرحان بداخلي ,و طفلان من ام واحدة و هي الرضي و هكذا لم تعد خيبة الامل لتحيك زيها مرة اخري لأنه كلما اقتربت استعدت الطفلين لجولة اخري من المرح حتي اصل لدرجة من السعادة , فالرضي مازالت و ستظل هي السعادة المستحيلة.