السبت، 1 نوفمبر 2014

في ذكري العبقري




في مثل هذا اليوم رحل عن العالم احد اكثر العقول الغنية و من القلوب التي دخلت للدين بعد اعوام من نبذ لوجود الله
لذلك تجده في كتاب رحلتي من الشك الي اليقين و كتاب حوار مع صديقي الملحد .. يحاول مستميتا الدفاع عن الدين بمنطيقة عقله و باﻻيمان الذي يسكن قلبه . و انا كقارئ مبتدئ و كطالب حديث الوﻻدة للدكتور مصطفي محمود قد استمتعت بكتابه نظرية اينشتاين للنسبية
ﻻنه لم يتولي الجزء العلمي بقدر تناوله للجزء الفلسفي
اما عن رواياته التي طرحت افكارا جديدة ممزوجة بكم العلم والخبرة التي التهمها في الحياة تجد مثﻻ رواية العنكبوت و غيرها تغوص في  علم اﻻعصاب و تغوص في النفس البشرية حتي تضع اطار تحذير حول سلبياته التي لو انتشرت يصبح المجتمع ﻻ شئ سوي مصنع ﻻصدار نماذج تحذيرية لمجتمعات اخري حتي ﻻ تنحدر .
رحمك الله ايها الدكتور العظيم و غفر لك كل ذنوبك لتسكن الجنة و اراك هناك تحدثني عن المنطق و العلم و الفلسفة .



الثلاثاء، 20 مايو 2014

بداخلي



بداخلي شارع تملؤه المقاهي التي تتخللها اغاني ام كلثوم ويسود هذا الشارع الحركة و تجمعات بسيطة لمشاهدة القرداتي و اخري لمشاهدة البيانولا ، هذا الشارع لا تشرق له شمس و دائما قمره كبير لذلك كان من السهولة ان يسكن به عبد الحليم  ليقف علي السطح يناجي القمر و بنهاية الشارع هناك فندق صغير تنزل به بعض الشخصيات المثيرة للاهتمام ، فهناك في احدي شرفاته تجد كلا من مصطفي محمود و السادات يلعبان الشطرنج هذا يتباهي باستراتيجيات الحرب و الاخر باستراتيجيات الحياة و كلاهما يماثلان تلك الاستراتيجيات علي اللعبة مع تصحيح كلا منهما لمنظور الاخر  و يتخلل ذلك الحديث المشوق احدي التعليقات الساخرة من الحديث الذي يجري في الشرفة الاخري حتي لايحتدم النقاش  ، اه  الحديث المُجري علي الشرفة الثانية كان لأنيس منصور و فيكتور هيجو و كلاهما يتغنيان بمعني الانثي و مشاعرها و عاطفة الحياة  و احتسائهما الشاي بالنعناع و يتخلل ذلك الحديث اما قصيدة لفيكتور هيجو او القاء انيس منصور قصيدة للشاعر يوسف زيدان نعم بداخلي يوسف زيدان شاعرا صوفيا لا يجلس علي المقاهي او يرتاد غرفة في ذلك الفندق و انما يجلس علي تلة تبعد عن الفندق بضعة كيلو مترات حتي يستطيع ان ينظر الي كلا من الشارع و القمر فيراقب الحركة  و السكون في نفس الوقت .
بداخلي ارض مزروعة تشرق عليها الشمس لكن ليس كثيرا و يقطن في تلك الأرض كوخا ليس صغيرا في الحجم لا تغادر نافذته بخور برائحة الياسمين  و حينما تبدأ الشمس في الغروب و يظهر وجهها البرتقالي الذي يحنو ليقبل الأعشاب و سمار الأطفال , تلك الوجوه التي ابتلت من اللعب و تريد مكافأة ، يأتي بها  صاحب سحابة سعادتهم بائع غزل البنات الذي أجره لأيتمثل  سوي في شكرا يا عمو و بعد قطمة من تلك السحابة الوردية أو البيضاء تكمن السعادة البسيطة  و لكليهما طعم مختلف وليس مثل الان مجرد ظل سكري يختفي بمجرد دخوله عتبة فمك.

الان .... تلك كلمة تسبب لي إزعاجا أكثر من انزعاجي برسالة الأمل التي اكتبها كل يوم و أرمي بها بين طيات المجهول لتصل إلي المستقبل و حينما يصبح الحاضر ضيفا أثقل من المستقبل الذي أساس ثقله أننا لا نعرف بأي هوية سيأتي لنا بها حينها نبدأ في صنع دواخلنا مع ترك باقة دعوة لكل من أراد الدخول سواء تلك الدعوة كانت بين لوحة عظيمة أو قصيدة أعظم أو سطور بسيطة كسطوري.


الجمعة، 31 يناير 2014

معطف الرحمة

بداخل زاوية في عقلي امتدت اربعة جدران لتكون شقة يقبع بداخلها مكتب لدكتور صغير في العمر خفيف شعر الوجه حاد النظرات يسأله المريض اذا ما كان يصف له دواء ينسيه ذلك الواقع الذي يعيشه من مسؤوليات كثيرة يتحملها فقط من اجل من يحب ، بالطبع الدكتور كان لديه هذا الدواء لكن ان وصفه له فيكون قد خلق مهربا من صعوبة الحياة و لم يساعده علي العلاج و ذلك يخالف كل مواثيق اخلاقه المهنية ، لذلك اعطاه الدكتور حبة واحدة و اخبره ان ينتظره ساعتين بالخارج ثم يدخل مجددا  ، علي ان يأخذ الحبة فور خروجه ، كان الدكتور يريد ان يري إثر حبة المضادة للإكتئاب  اين الإيجابيات التي سيركز عليها المريض .......... 



و قبل دخول المريض استيقظت في مستشفي خاص علي صوت شجار شديد بين ممرض في مكتب الإستقبال و أب لأنه يريد لإبنه ان يدخل غرفة العمليات و المستشفي ترفض حتي يدفع مقدمة و هو مبلغ لا يقدر سوي بالكثير الأب يشكو ان الخطأ ليس خطأه انها خطأ تلك الإشتباكات العنيفة التي شهددتها الشوارع و هو كان يسير بابنه و يقطع الشارع من اجل الإنصرف اذ فوجئوا بأشخاص كثيرة تركض بجانبهم و خلفهم تركض الشرطة ثم تبادلوا الإشتباكات ليركض الرجل بابنه حتي وصلوا الي مكان أمن فوجد ابنه و الدم يعلن عن استقرار رصاصة في ظهره قرب الفقرات السفلية وهو لا يريد ان يأخذه لمستشفي حكومي فالأب يريد انقاذ ابنه لا ان ينقذه و يجعله حاملا لوباء يقتل القاهرة الجميلة ، هممت ان اتجه للصراف الألي لأسحب كل ما املك حتي ادخل هذا الصبي ، لكن نظرت الي غرفة بجانبي و هي استراحة الأطباء فدخلت اليها ثم ارتديت معطفا ابيض يحمل اسم ، لا ادري اهو اسم امرأة ام رجل و توجهت الي السرير الراقد عليه الفتي  و تحركت به الي غرفة العناية ليوقفني الممرض المسؤول بأن الرجل لم يدفع فنظرت اليه بكل ما املك من اشمئزاز و اخبرته اني سأتولي الأمر و لم اعطه الفرصة ليسألني عن اسمي منهيا جملتي بأني سأعطيه كافة البيانات عند اتمام الأمر ، ذهب معي الأب و عندما

ادخلته الغرفة خرجت الي الصراف لأسحب الف جنيه و اتجهت الي ممرض صغير يبدوا عليه الغرور  ووعدته ان اعطيه اياها ان دخل الي تلك الحالة و وضع لها الأوراق اللازمة و يدخلها في جدول العمليات اليوم حينها دخل الممرض الي الغرفة ليري الحالة و بعد ان انتهي من الأوراق التي تخبر الدكتور ان المريض لا يشكوا من حساسية اتجاه بعض مواد العمليات ، اخبرني انه لا يمكن ان يدرجه في الجدول لكنه اطلعني علي حيلة اذكي في انه سيجعل الفراش المشرف علي الدور ينهي هذا الأمر البسيط ، و لكن لإقناعه سيريد الفا له و الفا اخري للفراش المشرف علي الدور .. كنت اعلم ان الممرض يريد الفا اخري لنفسه حتي يرضي غروره و لا يتساوي مع الفراش لكن لتذهب الثلاث الاف الي الجحيم فإنها لا تساوي مقدمة العملية و ستنجزها ، كما ان ذلك المبلغ علي تلك المراكز الصغيرة يساوي كثيرا فإنها تلك المراكز الصغيرة هي ما توصلنا الي اصعب درجات احلامنا ، و في اثناء العملية و بعد ان اعلمني الفراش ان الأمر لا يتخطي اصابة في الأمعاء الغليظة و خدوش في الظهر و يتم استخراج الرصاصة الأن بالاضافة الي بعض الكي و التقطيب ، نظر الي الأب و سألني لماذا كل ذلك ؟ ببساطة أردت ان اخبره عن ان  ذلك نابع من كرهي لتلك المعاطف البيضاء التي تمثل اشخاصا ما عادوا يهتموا بالطب و الحالة الإنسانية اكثر من تكلفة تصليح تلك الحالة الإنسانية و كيف انها يجب ان تكون معاطف الرحمة التي تصرف عن الإنسان شئ من ألام الهموم بشأن ايجاد ثمن الطعام و الشراب و صراعه اليومي من اجل البقاء في مستنقع السموم هذا المسمي العالم ، لكني اخبرته فقط اني اكره البروتوكلايات الحقيرة و تركت الرجل في خليط من الدهشة و الإعجاب و الإستنكار  و الإستغراب .

الاثنين، 20 يناير 2014

فن كسر الدمي




الحرية ليست دائما متنفس من السعادة ، لأنها عندما تدخل في التربية فإنها تكون مصنعا لإنشاء فرد لا يميز الصواب من الخطأ فيحكم عليه بعدم الإنتماء و التيه ، و الحرمان منها ليس حلا لأن الديكتاتورية تكون مصنعا لإنشاء فرد لا يري سوي ما يراه طاغيتهم طوال حياته سواء كان ذلك الطاغية هو  أهل\صديق\مدير\رئيس الدولة ، فيصبح دمية بلا عقل بلا روح و انما مجرد خيوط ليمسكها كل من وافق هوي تلك الدمية كل من استطاع ان يوهمها انه يريد لها الخير ، يريد لها السلام ، لكن عندما تنقطع خيوط تلك الدمية من اجل ان تتحرر حينها يكون المذنب هو الذي حررها ! ، و حقا يكون مذنبا لأنه لم يحرر تلك الدمية من مخاوفها ، مخاوفها من تحمل المسؤولية ، ان تحمل المسؤولية امر مخيف بحد ذاته لذلك تحدث في الدول الاوروبية حالات هروب من الكنيسة قبل اتمام الزواج و يحدث مثلها في عالمنا العربي بشكل اخر ، عليك ايها المُحرر ان تفهم طبيعة من امامك اولا... فنحن في عالم  يقع في اقصي ضفتي الحرية ، هناك الحرية دون العلم الروحي فالدمية التي تسكن تلك الضفة تكون خيوطها حريرية لا تشعر بها ، اما الضفة الأخري و هي ضفة انعدام الحرية و يكون صناع تلك الدمي المميزة بخيوطها الحديدة قد اتفقوا منذ البداية ان الحرية خاطئة لأنها تفسد تهدم كل ما بنوه من اشياء جميلة يجب ان تتماسك و من اجل تماسكها لا يجب ان يتم العبث بها ومن اجل ذلك لا يجب ان توجد حرية ... و الأن بعد ان علمت بتلك العقدة امازلت تريد تحريرهم ؟ 

اذن الطريقة المثلي هي ان تضع تلك الدميتين بقبالة بعضهما العض و تدعهما يكسران خيوطهما بالسخرية حينها سيتبقي اخر خيط و هو  خيط يشبه في صلابته خيط العقيدة حينها لكسر ذلك الخيط يجب ان تضعهما امام حقيقة قوية مصدمة ان كلاهما لا تدركان الحرية و لا يفهماها حينها قد تتحرر تلك الدميتين و كل الدمي عن طريق البحث عن العلم او المفهوم الأفضل للحرية حينها قد يكون لديك بدايات عالم او علي الأقل مجتمع حقيقي