الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

النسق




قد يعم الظن بإنه لايوجد ترابط بين احداث حياتنا و حياة الأخرين و ذلك ناتج لإختلاف البيئة و إختلاف الطبقات المجتمعية ، لكن اذا جُمعت حياة كل فرد بكل حوار اجراه بكل كلمة ناجي بها عقله معطيا لنفسه الارشادات او التهيئات او الأماني سنجد سنجد ان هناك تشابها بينها كلها لكن ليس في الأحداث او في الكلمات و إنما في الحِكمة 

بمعني ؟!! 
انك اذا وضعت حياة كل البشر بكل تغيراتها النفسية و الجسدية و البيئية و الاجتماعية في شكل  معادلة حسابية فإنك ستجد التشابه ( الحِكمة) ليس في معطيات المعادلة ولا حتي القانون وليس الإستنتاج و إنما في نسق المعادلة نفسها و هذا من ابداع الخالق فالحياة الإنسانية اعقد بلايين بلايين المرات من المجرة و الذرة الا ان ثلاثتهم تسير علي نفس النسق تقريبا ، نسق المعادلة نفسها 

مثال ...
* الكون يتمدد فالضغط يزداد و نتاج هذا قد تنفجر بعض النجوم والكواكب 
*الجزئ يتمدد اذا مامد بالطاقة فتبتعد الذرات بعيدا عن بعضها مع اختلاف المسافات 
*الإنسان يكبر في السن و العقل و النفسية و يتغيروا جميعا 
هاهي ثلاث معادلات لا شئ متشابه في المعطيات او القانون الذي تملئ علي حسبه الفراغات بالمعطيات ولا حتي النتائج التي تخرج من تلك المعادلة لكن نسقها واحد .... التمدد ....

* الأستاذ يضغط علي التلاميذ لكي يحفظوا و من شدة قسوته اصبحوا يحلمون بمادته و ايضا لا يسمع لهم صوت في حصته فحصل الأستاذ علي التعليم الممنهج الخاوي من العقل ولا يحتوي سوي العقول المختلة 
*الأب يقسوا علي اولاده حتي يتعلموا ان الصمت عند الضيوف نعمة ثم يذهب بهم الي ضيف ما ليسمع ثنائه الكبير علي هدوء و حسن اولاده 
*فقير بمجرد ان ملك بعضا المال قسي علي نفسه و حياته و من معه حتي لا يمسه الفقر مرة اخري 

هاهي ثلاث معادلات اخري لا تتشابه لكنها تمتلك نفس النسق .... الخوف....

ايوة يعني عايز ايه ؟.. 
لاشئ اترك لك جميع المعلومات لتستخرج منها ما شئت سواء كانت نصيحة او طريقة معيشة او حتي مجرد ابتسامة لمعلومة اضافت الي عقلك طريقة جديدة في التفكير ، كما اترك لك تلك الجملة الأخيرة (ان كنت تعيش حياتك كما الثمل الذي لا يترك كؤوس المتعة او كنت ملازم غرفتك فستتعلم الحِكم و ما يبقيك علي العيش في سلامك الخاص لأنه مهما اختلفت الأعراق و الأعراف و الديانات فكلنا نسير علي نسق واحد ) و لك كامل الحرية في ان تستخرج نسقك الخاص ولا ترتطم باهواء التيه لبحثك عنه او عن حكمتك لكن فقط تعامل بطبيعتك الداخلية و اختار ولا تدع شيئا يفرض عليك و لا تقبل معلومة كما هي فلا شئ موجود كما عرفته ولكن هو اعطي لك في تلك الصورة ليس اكثر - لا تُطبق تلك القاعدة علي الأديان السماوية ولا اله الا الله - فلا تتعامل مع النسق علي انه كيان كبير تبنيه شئ في شئ بل هي مجرد نقاط صغيرة من افكارك و حياتك و بحثك الدائم عن الحقيقة و موضوعيتك في كل شئ .

السبت، 12 أكتوبر 2013

البداية و النهاية



أسير علي كوبري قصر النيل و المطر ينهمر بغزارة ، الأرض يسمع وقع المطر عليها كأيادي صغيرة تصفق و كقدمي راقص علي رأسي  ، من مجنون يسير في هذا الوقت العاصف ؟ ، عزيزي السائل لم اسير في هذا الموقف العاصف بل كان مغيما لا يوحي بالمطر الشديد عندما بدأت هذا المشوار الأحمق ، ملعون من يريد ان يقابل صديقه في كافيه من المفترض انه لا يغلق الا في وقت متأخر ، الوقت ، لابد ان الساعة متوقفة علي العاشرة منذ ساعتين
-أخرج مامعك من نقود .. يقولها ملوحا لي بمطوته التي اصبحت رمز كل لص، لم اضحك لم ارتعد خوفا لم اظهر اكثر من علامات السخرية تلك الابتسامة التي احتلت نصف وجهي حينها قال 
- انا لاامزح ، قالها بصوت فيه ثقل لكن ليس ثقل الصوت هو ما ضايقني و انما خفة اليد الذي استطاع بها ان يجرحني في رأسي قبل ان ينهي تلك الجملة ، حينها امسكته من ياقته جيدا و قلت له 
- اذا اردت ان تفعل شيئا فنفذه لاتكن مثل حال البلد ...جعجعة ولا شئ يذكر ، صراخ تحت انقاضه فراغ .

فراغ كلمة قيلت في ثانية وهي نفس الثانية التي اخذها لتطير من عينيه نظرة توحي انه احس بجنوني و التي هبطت في الثانية التي تجاورها مطوته في ضلعي الأيسر لتستقر هناك و ركض ، ركض و ترك سلاح جريمته بين يدي الضحية ، لماذا انا محاط بالأغبياء حتي من يريدون اذيتي او يقدموا عليها ! ، و يالها من اذية اتخيل عنوان الخبر -مصرع شاب في الخامسة و الثلاثين من عمره علي يد اللص و اللص يقول انه مجنون -  ياله من لص تعس في اليوم الذي يجد فيه شخصا يبدوا عليه الضعف و انه بسيط يرتكب جريمة قتل بدلا من مجرد سرقة ، لو ان الضباب قد خيم علي بصيرته لتركني امر بسلام و ما حدث ما حدث

ضباب .. كل شئ بدأ يبدو ضبابيا تلك الألوان الصفراء التي تسكن المصابيح بدأت تتمازج مع لون الكوبري الأخضر لأسمع سوي صوت المطر و بدأ يخف شيئا فشيئا ، رفعت رأسي الي السماء حتي اري منبع المطر لمرة اخيرة فكلنا عندما نفارق اي شئ لا بد من نظرة اخيرة لتوديعه حتي بدأت صورة مزعجة تنهي كل تلك الفقرة الأشبه الي اللحظة السينمائية الكاملة ، صورتي  وانا في الثامنة و لكن بملامح اقسي بعنين اكثر حدة و كأنه جسدي و انا في الثامنة لكن عقلي الحالي ..امعقول قد حكم علي ان اقضي اخر لحظة و انا يائس و  مجنون امام نفسي .

- انت لست مجنونا و تلك ليست اخر لحظاتك قالها بنبرة هادئة تقرب الي الهمس و برغم هذا الضجيج اسمعه بكل وضوح ،حينها نظرت اليه و قد ملئت عيناي بكل علامة استفهام وجدت بداخلي 

-مازال لديك الكثير انت.. ، حينها قاطعته 

- ارجوك اعفني من منطقك و طاقاتك الإيجابية السخيفة فقد كررتها لثلاثة عشر عاما  و بماذا افادتني لا شئ 
ماذا اعطاني المنطق لا شئ فقط اهداني حفنة من اليأس تكفيني لأن اري ان تلك نهايتي ، انت لا تعلم ماذا تعني النهاية ان تري نهاية كل حديث مجرد صمت منقطع ، ان تري نهاية كل وجه قابلته مجرد فراق مهما طال الزمن بين تلك النقطتين فلا بد انك ستصل لتلك النقطة الأخري لا محالة اما بسبب عمل او شئ اخر يشغلك ، ان تري كل صديق تعرفه يتغير بينما انت مازلت تحتفظ بتلك العينين التي تراقبهم و بذلك السجل الذي يسمي الذاكرة الذي اصبح دائرة مغلقة لا يكرر سوي ذكرياتك و انت صغير او ذكرياتك مع اي شئ ان تري نهاية عقلك اما الجنون او الخرف ان تري النهايات حتي تصبح في حالة من ملل من البدايات و لا تبحث حتي عنها و ينتهي الأمر بأن تجلس و بداخلك سؤال ماذا افعل ؟  

- ماذا افعل ؟ قلتها و انا انظر اليه و بداخل عيني دمعة لم اعلم ان كان سيميزها بين المطر ام لا ... 
مسح دمعتي و تقبع علي وجهه ابتسامة صغيرة كأنه كان يعلم مجري الحديث و قال 
- مازال لديك هذا الصدئ و هذا ، وضع يده علي صدري ثم نقلها لتستقر علي جيبي ثم انصرف
لم افهم تلك الكلمتان حتي رن الهاتف في ذلك الجيب ، اخرجته بأخر قدر من الحركة و فتحته 
_ اين انت ؟!!  ساعة انتظرك امام محطة الاوبرا 
- تامر .. اذا تحركت الي كوبري قصر النيل .... فستجد شابا بقميص ابيض و الدم من حوله ..لا تقلق ..فهذا انا .
القيت هاتفي و  يدي علي قلبي اشعر بنبضاته و كانت سترتسم ابتسامة علي وجهي لكن فقدان الوعي باغتني 
.
.

اللعنة 

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

ثلاثة فروق يجب أن ترد








الحقيقة والكذب
 من قال أن الحقيقة تؤلم إلحقيقة لا تؤلم ما يؤلم  هو عثرتنا في زجاج تخيلاتنا و طنونا المكسور الكذب لم يكن أكثر من بساط لكن ليس لتغطية ذلك الزجاج بل و لتغطية قلة الفصاحة في كلماتنا ، فما يجعل الكذبة تستوعب أكثر من الحقيقة هي الجهد في تأليفها فلذلك تخرج بكلام مدروس و بألوان زاهية و ليست كالحقيقة تلقي و لا يهتم بلونها ولا كلامتها ، فإذا عومل الصدق كالكذب في اختيار الكلمات لحقا فهمنا بشكل اسرع  حديث الرسول حينما قال الصدق منجاة


الخير و الشر
الفروق بين الخير و الشر ليست عظيمة لأنه أن كانت عظيمة لما أصبح الانتقال بين ضفتيهما أمرا بالغ السهولة و إنما تكمن الصعوبة في سببية الانتقال و ما يحدث عند الانتقال ، إن سببية الانتقال تدور دائما حول ظروف خارجية و هي لوحة واهية لواقع اننا في بحث دائم عما ينقصنا و لسنا في بحث حول كيفية تدبر ما بأيدينا لخلق ما يساعدنا ، الفقر لم  يكن يوما عيبا و إنما الهزيمة تكون في اليأس من هزيمته  أما عند الانتقال فلا بد أن يوضع شرط انك ستعود مرة أخري و في جميع الحالات يجب أن تعدم نظرية المثالية لأنه ببساطة لا يوجد شر مثالي أو خير مثالي فلا تحاول الوصول لأحدهما 



 العاطفة المفرطة و اللاعاطفة
ما بين تلك الحالتين فروق كبيرة و لكل له آلامه لكن لنذكر إيجابيتهما أولا فالعاطفة المفرطة عندما يكون مديرها هو علم قراءة الناس تجعل من يملكها من الأشخاص الجديرين بالرفقة فيكون وجوده أشبه بمن يبعث غيوم الهدوء بداخلك و يعزف أجمل ألحان الاسترخاء علي أوتار أعصابك ألمتاججة من ضجيج اليوم أما اللاعاطفة فايجابيتها الوحيدة هي أنها تأخذ مسطرة و طبشورة المعلم لتؤهلك لمواجهة الواقع علي درجة عالية فأن تكون قادرا علي مواجهة الواقع و انت علي دراية به أفضل من أن تكون طريح أرض معركته و انت تحلم باختفاءه.

فإلي جانب تلك الإيجابيات لماذا نرسم السلبيات و نحددها ، لكل شئ سلبيات و كلما ارتفعت قيمة الإيجابية كلما ازدادت تكلفة الضريبة المدفوعة مقابلها فلا شئ ب المجان و لا شئ يعطي و لا يأخذ مقابله شئ فلا تعاتب  نفسك لأنك تدفع  ضريبة أكبر من  الاخرين و لكن تذكر لماذا تدفعها و لا تدفع أكثر من المطلوب فأنت هكذا تتفاني في أفناء نفسك من الوجود 




الأحد، 1 سبتمبر 2013

الثقب الاسود



بداخل كل منا ثغرة قد تكون بحجم قطرة الندي او حتي بحجم بذرة السمسم لكن تلك الثغرة المتناهية الصغر ما هي الا ثقب اسود نصنعه حينما نضغط عناصرنا الداخلية فتتحول الي عناصر بأحجام صغيرة لكن بأوزانها الثابتة المثالية.
  بمعني اننا ننفذ مبادئنا التي تربينا عليها او نشأنا نحملها علي صدورنا وسام شرف و ازدهار لكن في اوقات غير اوقاتها و في مواقف لا تتطلبها و انما ننفذها ظنا اننا مازلنا نحمل دواخلنا النظيفة الناصعة , بينما اننا نفذها حتي لاتصدئ تلك المبادئ فُتهشم و نتحول الي ادميين الملامح .

 للأسف ثقوبنا السوداء لا تتوقف عن الجذب عندما تولد  بل كلما جذبت شيئا تزداد اتساعا لا يهم ماذا تجذب سواء كان مشهدا عاطفيا في فيلم ما او كلام منمق لشخصية سطحية متمردة علي المظهر العام او فكرة من احد الساسة الذين لا يهتمون سوي بالتأثير لا يهم ان كان جيدا او سيئا بقدر نجاح عملية التأثير نفسها , فالقوة ليست في ان تغلب عشرة اشخاص بعقلك و انما في التأثير علي شخص واحد بعقلك , و يبقي ذلك الثقب يجذب كل ما حوله حتي يبدأ في اجتذابك انت اي انك تكون معبأ بتلك المشاهد العاطفية و بالكلام المنمق و افكار الساسة حتي تنتهي بين تلك الحشود و لا تعد تتذكر هيئتك فأنت بعقل سياسي و بلسان شخصيات مختلفة و بعاطفة مخطوطة في نصوص دار السينما حقا ماذا بقي منك ؟؟ .. لاشئ لا شئ من اصلك , حتما عندما تصل الي تلك المرحلة لابد ان تبحث عن النهاية لكن السؤال الأهم ليس متي سينتهي ذلك الثقب الأسود و ينغلق و انما لماذا وجد في البداية ؟
من اجل اننا لا نستطيع ان نمارس مبادئنا التي تربينا عليها , لماذا نمارسها بشكلها الأصلي
 لماذا لا نستحدثها ؟
إن مجتمعنا المصري قد خلد معني (هذا ما وجدنا عليه اباؤنا ) و ان ذلك التعبير المخلد اطلق حملات كثير من ضمنها حملة ( لا للتطوير ) و حملة ( فلنسعي من أجل روتين طويل الأجل).

 ان كل شئ وجد و قابل للتعلم  يكون دائما قابل للتطوير  ... لا تثبت اي شئ في مكانه حتي لا تنتهي بأن تكون كتاب صفحاته مهترئة و يتكاثر من فوقه التراب ,   ولا تكن كمن يحاول ان لا يجعل صفحاته مهترئة فينتهي به الأمر ان يحشوها  بمعلومات منسوخة و ممسوخة بمعني انك عندما تحاول تحديث تلك المبادئ فلا تستحدثها بمقايس مجتمعك فقط لأنه حتي مع العلم انك يحب ان تتعايش مع مجتمعك وفقا لمقايسه الا انك يجب ان تمرر تلك المقايس من منظورك ايضا .

اي في النهاية يجب ان تستحدث مبادئك بل كل ما تعلمته و لا تضغطه  و بالمقابل لا تستحدثهم بطرق تقليدية و رخيصة بل استحدثهم بطرقك الخاصة لا ان تخرج كثيرا عن المألوف و لا ان تعبد المألوف حتي تنسي هدفك و هو ان تكون شخصية سوية في مجتمع و ان كان غير سوي و يرقد في قاع ثقوبه السوداء .

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

خطوات المطر





المطر هو من أجمل ما خلق في الطبيعة لأن كيانه بيمثل صفات كتيرة , هو جنة للأطفال و الأب الي راجع من سفره بشنطة الذكريات للكبار لكن لما تتأمل في المطر تلاقي كل خطوة في دورة حياته مشابهة لحياتك... ازاي ؟؟؟

تعالي نعرف ....

 بدايته هي زي بدايتك نقطة في بحر الحياة تبقي ولا شئ بدون افكار بدون اراء لانك مجرد عين بتسجل و عقل بيحفظ و بعدين تيجي الشمس الي هي رمز للنمو و الحركة و زي ما بتغير نقطة المية دي لبخار و يطلع للسحب فوق , انت كمان بتتغير بس بتطلع لأهدافك تفضل تطلع و زي ما حرارة الجو حوالين نقطة المية بيقل ,انت المشاكل حوالين طريق هدفك بيقلل من حرارة حياتك لحد ما توصل لمرحلة انت نفسك تفكر انا ليه حاولت اوصل للهدف دا اصلا و بعدين بتكمل , بتكمل لحد ما انت توصل وزي ما  بتستقر نقطة المية هناك و تكون جوة الغيمة الي هي بتصور في بعض الثقافات علي انها الجنة , انت فعلا بتكون في جنتك الخاصة جنة الإكتفاء لان انت وصلت لكل الي انت عاوزه  تحس بنتائج جهدك و براحة الإنتصار و القوة , ساعتها بتقول انه خلااص مش هعمل حاجة تانية و مش عايز حاجة تانية لكن الطبيعة ما بتسكتش ولما الرياح بتحرك الغيوم انت كمان بتتحرك لحد ما يجي اليوم الي تصطدم فيه الغيوم ببعضها و يحصل البرق و الرعد ساعتها انت الطبيعة بتعمل في حياتك البرق و الرعد دول و تفضل تخربش فيك , عشان يظهر معدنك الحقيقي و عكس ما كنا متخيلين ان وقت ظهور المعدن الحقيقي هو وقت انتصار تاني.. ابدا دا بيبقي المعدن الحقيقي هو النقطة الأساسية عشان تتحط في امتحان من سؤال واحد هتعمل ايه بعد كده ؟ .. الصعوبة مش في السؤال دا الصعوبة في جو الامتحان نفسه لان انت بتبقي زي نقطة المية الي طلعت للغيوم و استقرت فيها و الرياح حركت الغيوم و ضربت الغيوم في بعضها و نقطة المية دي فضلت تتغير لحد ما اصبحت كثافتها اتقل من كثافة الغيوم نفسها وساعتها  بينزل المطر و هي دي اجواء الامتحان , انت السؤال دا بيفضل في بالك و انت زي النقطة دي بمعدنك الحقيقي بتسقط لحد ما توصل للأرض خلااص وقعت .. لا وقعت فعلا ؟ جاوب بقي علي السؤال ؟ 

 أغششك ؟

الجواب سهل , ارجع بص علي نقطة المية من تاني فيه نقطة الي بتقع في اليابسة و بتفضل هناك ,  زي ناس بتقع علي وشها و يتهيئلها انها عمرها ما هتقف تاني و لا هتشوف النعيم الي كانت فيه , و تفضل ثابتة علي الارض تفتكر زمان و النعيم  والجنة الي داقت فيها لحظات الانتصار المختلفة و فضلت مكانها لحد ما جفت او بمعني اصح اختفت. عارف النقطة دي زي مين ؟ ايوة زي مجتمعنا بالظبط الي نفسه يقابل الزمن عشان يطلب منه طلب واحد بس .. قول لزمان ارجع يا زمان , بس انت مش النقطة دي راقب بقي النقطة التانية , الي وقعت في البحر و رجعت زي ما كانت نقطة في بحر و هي دي الي المفروض تكونها.

 عرفت هتعمل ايه ؟.. لا مش هتبقي من غير افكار ولا اراء... تبقي عين بتسجل و عقل بيحفظ لأنك سجلت نقطة المية الي علي اليابسة الي فضلت في تيه الذكريات لحد ما اختفت , و حفظت انت ان لا الذكريات هتقومك ولا الزمن هيسمعك و لا الزمان هيرجع تاني عرفت هتعمل ايه ؟ ايوة فعلا هتحضر فكرة جديدة بهدف جديد عشان تيجي الشمس تغيرك و تحركك و تديك الفرصة و الطريق الي هيوصلك لجنتك من تاني و تدوق هناك انتصار تاني بطعم احلي ,  خلااص جاوبت علي السؤال ؟ مبروك خدت الدرجة بس مش الكاملة , انت بتتعامل مع الواقع مش الخيال ... بس افتكر دايما علي اد عدد الغيوم لسه في جنات تانية شايلة ليك كرسي فيها و مستنياك و علي اد عدد المرات الي بتشرق فيها الشمس طلع انت افكارك لأن هتشرق اكيد الفرص الي هتقبل افكارك دي , و في النهاية احب اسيبك بمقولة شعرية تحضرك للإمتحانات الجاية و يمكن تخليك مستعد لحياتك كلها حتي و انت مش عارف فيها ايه ...

((و إذا ما تم شئ بدا نقصهُ .. ترقب زوالاً اذا قيل تم ))








الجمعة، 12 يوليو 2013

السعادة المستحيلة



 السماء لم تكن اجمل من ذلك اللون ابدا ,ذلك الثوب الأحمر المخملي الذي يغطيها و يداعب الغيوم... كيف لم اري السماء بذلك الجمال من قبل , حقا انك لا تري شيئا إلا اذا كنت في مركزه, هكذا كنت افكر بينما اسقط لكن لم يكن الهواء شديدا بل كان الهواء حليفي, كأنه يحيط وجهي بيديه ليزيد من سعادتي , الأن انا اقترب من الارض بضعة امتار ولا ارتدي مظلة , لا يوجد حولي شئ اقتربت اكثر و الغريب انه  مهما اقتربت لا أشعر بشئ لا أشعر بآني سأصطدم بالأرض لا اشعر بخوف او قلق انه كلا من الطمأنينة و الأمان الكامن بداخل كل خلية في جسدي, ثم حانت اللحظة و اقتربت من الأرض حتي بقي بيني و بينها سنتيمترات هدأ كل شئ وكأنه استجاب للطمأنينة و الأمان الذي يقبع بداخلي, وعندما لامست الأرض كنت الطفل الذي يوضع في المهد كنت الإبن الذي يلامس الفراش البارد كنت الجد الذي تلامس رأسه الوسادة التي تشبعت ببرودة هواء المدينة و يستمع الي صوت ضجيجها في راحة المساء بينما يتسرب الي اذنه الأخري صوت ام كلثوم , و من وسادته لوسادتي ...أجل كان حلما و هاهي خيبة الأمل تحيك زيها الذي كثيرا ما افقدني بهجتي بل لا ابالغ لو قلت انسانيتي, لكني مزقتها عندما تذكرت شعوري في الحلم تلك الطمأنينة الممتزجة بالأمان انهما طفلان يمرحان بداخلي ,و طفلان من ام واحدة و هي الرضي و هكذا لم تعد خيبة الامل لتحيك زيها مرة اخري لأنه كلما اقتربت استعدت الطفلين لجولة اخري من المرح حتي اصل لدرجة من السعادة , فالرضي مازالت و ستظل هي السعادة المستحيلة.

الأحد، 30 يونيو 2013

A Broadcast to all Parents





ارض منبسطة مليئة بالحفر و الحجارة المنقلعة كلها تهتز من اجل الإعلان عن وصول التنين الحديدي الي محطة  الملك الصالح .. احقا سأضع قدمي بداخل ذلك التنين ممتلئ البطن و يكاد الناس يخرجوا من أجنابه .. لا, فلأحترق في نار الشمس ولا أحترق في نار الشمس و الزحام .. خشخشة حذاء طفل في السادسة , هكذا كنت أسير في صغري حتي تشعر الأرض بقدومي و الأن انه يراقب الأرض و يراقب ما حوله ولا يسأل..اذا لابد من انه يجيب علي اسئلته, حقا ياله من منظر حتي قدوم المترو ... يالهي لقد وقع علي الأرض, و الأن ستبدأ فقرة البكاء الرسمية أجل لا تجيبيه دعيه يبكي حتي يعلو صوته , اجل هكذا و يالها من احتفالية رقص في رأسي للراقص الرسمي الصداع و الأن تضربه ! لماذا ؟
 لا اقصد ان اطرح السؤال الأسطوري هو لماذا يري الأهل الحل لجميع المشاكل بخصوص التربية هي بزرع الخوف في ابنائهم ؟ بل السؤال هو لماذا لا تستعمل ذلك الحب -الذي يستشهد به جميع الشعراء و المغنين في عيد الأم -  في ان تضع نفسها في مكانه وانا اقصد بمكانه في جميع المراحل العمرية ليس فقط في الصغر, عندما يبكي تتم معالجته بضحكة او بضربة و عندما يكبر يصبح عديم الفهم في الحياة المجادل دائما (وليس من يحبوا علي ابواب الحياة ولا بد من نقل خبراتنا اليه) , و حتي اولئك ممن يقتنعوا بأهمية نقل الخبرات يكونوا دائما متحكمين بحياة ابنائهم كلها , مع العلم ان نقل الخبرات و التربية كلها ليست اكثر من وضع خطوط مبدأية مثل تلك الخطوط السوداء التي تحدد بداية اللوحة ولا تحدد نواتها و وروحها و فكرتها .

 لكم تمنيت ان اخترع جهاز ذا تردد عال لينقل كلامي و يحوله الي ذبذبات تنتقل في عقول البالغين لأنه بالتأكيد سيكون الأهل من ضمنهم, فأترك لكل الأهل علي الأرض عامة و في أرضي خاصة جملة واحدة ...أنقلوا خبراتكم إلينا و لا تسيرونا عكس او في اتجاه اختياراتكم وشكرا . 

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

لا يوجد ألم يوجد فقط أنا أتألم





وضع سيجارته جانبا و اكمل تخيط جرحه و العرق يتصبب اكثر من شعور الألم الذي يدق قفصه الصدري و معدته و باقي شرايينه حتي انه جسد الألم في تلك اللحظة انه جيش صغير يسير في جسده و سيوفه تطعن اوردته في كل خطوة و عندما وضع الأبرة مرة اخري ليكمل, هاجمته نقطة عرق في عينيه فمسحها بكمه , نظر مجددا لجرحه ليجده قد توسع و كلما ضرب الإبرة في ذراعه يجد الجرح يتوسع اكثر و اكثر حتي ان يده الثانية توقفت عن ادخال الابرة حينها قام ليذهب الي المستشفي لكن جسده توقف عن الحركة لم يعد يستطيع فعل شئ بتاتا حينها صمت كل شئ
...........................................
استيقظ الرجل من حلمه مفزوعا لينظر الي ذراعه فيجدها سليمة و لا شئ بها فاستغرب ذلك الحلم الذي لم يفكر قبلها بشئ ليجد امامه صورة قد وضعت علي مكتبه الملئ بالاوراق المبعثرة و اكواب الشاي الذي تكاثر عددها انها , صورة لأبنته الصغيرة و عليها شريطة صغيرة سوداء ... له كل الحق في ان يكره اللون الأسود فله اكثر من ذكرى غير تلك التي تقبع امامه صباحا و مساء.

سوداء هي بطانة حقيبة السفر التي تخص زوجته , ذلك اللون هو الذي لاحظه قبل ان تكدس فوقه ملابسها لم يمنعها لم يتفاجأ بالامر مثلما نراه في الأفلام العربية فقط ظل صامتا و هو جالس علي الكرسي و يراقبها و هي تصرخ في وجهه بعدد السنوات التي تحملت به اكتئابه و عدم اخراجه لفيلم واحد طيلة تلك المدة و هذا لأن ابنتهم قد ماتت , هنا فقط وقف و نظر اليها ابعدها بيده و القي الحقيبة بكل ما تحتويه الي الخارج الأن صار الشارع مغطي بكل انواع ملابسها.
...........................................
عندما كان يسير في الشارع ليلا ينفث انفاث سيجارته و يتمني لو ان انفاسه تخرج معها فينتهي حتي سمع شيخ يتحدث من داخل الجامع بصوت عالي, ازعجه ذلك الصوت فاسرع من خطوته و لكن توقف ووجهه مازال في الأرض عندما سمع جملة الشيخ :احذرو من موت الدنيا, تسائل الرجل في نفسه اهو ما امر به الأن ؟!! ,حينها قال الشيخ : نعم , تلفت الرجل حوله متهيئا ان الشيخ يراه لكنه هدأعندما سمع الشيخ يمكل : تفضل ..اه , يقول سائلنا الكريم ما العمل اذا ما اصابنا موت الدنيا ؟ 
أولا.. موت الدنيا هو الكفاف عن العمل بها و هذا نتيجة اصابة بحزن او شكل من اشكال الهم 
ثانيا..كيفية الخروج منه عليك بإعمال قلبك و عقلك, اما قلبك فهو بالصلاة و العقل فهو بتذكر تلك الجملة جيدا ... الله عندما خلق الألم والهم لم يخلقهم حتي نصاب بهم  فنكف عن الحياة ,بل خلقهم حتي اذا ما اصبنا بهم نزداد في التقرب الي الله او نعود اليه اذا نسيناه , عاد الرجل الي بيته و ما عاد مثلما كان ابدا.

الأربعاء، 19 يونيو 2013

لحظة نوم




تمشي في صحراء التفكير.
تشوف سراب ..عبارة عن وهم انك هتلاقي حاجة مفيدة , لكن اول ما توصل لهناك متلاقيش. بعديها الرمل يقل من تحت رجليك ,تقول: يمكن أتعمق وألاقي ارض صلبة اقف عليها ..و تطلعلي حاجة كويسة.
لكن الحقيقة ..
إن الرمل دا رايح نحية هوا ..نحية عاصفة متحملة بأسوأ ذكرياتك و أكتر تجاربك فشلا , تهاجمك و تسيبك من غير هدوم...من غير ثقة ...من غير عزيمة . و لما تحس ان كده كفاية خلااص و هتاخدك الضلمة , تسكنلك كل الكلام دا في بيوت عشان تطفي انواره و تنطفي انوارك و تغيب ...

 تلاقي غيوم مشاكل الي حواليك اتجمعت و تمطر ... تقرر انك هتشرب المية دي عشان لما تشربها أكيد هتفهمها و تحلها , بس تبص علي الغيوم و هي بعيدة , تعرف انك حتي لو فهمت او حليت فا انت عمرك ما هتوصل للغيوم دي.
و في الأخر تدور علي حتة خاصة تحميك من المية ..تايه بتدور علي الحتة الخيالية دي قال يعني هتشيلك من الي انت فيه ... ساعتها بس تيجي الضلمة و تاخدك ما انت كده كده تايه و تنطفي أنوارك بعد ما تهت و بردت ...و بقت الصحرا طين. 

و هي لحظة فالتانية تلاقي نور النهار بيفتح شبابيكك و يهد ضلمتك , عشان تقوم ليوم بيوعدك ليله انك هتمر في لحظة نوم تانية , تمشيك في نفس الصحرا من تاني.

الأحد، 16 يونيو 2013

خط الكهرباء





في لحظة انفصال الكهرباء عن المنزل انها تلك اللحظة التي أتخيل وزير الكهرباء ينعم بها و يخرج لسانه و هو ينظر الي النافذة المطلة علي القاهرة كلها بعيدا عن ذلك التخيل المريض الا ان انفصال الكهرباء قد اعطاني سؤال ما الذي  يوجد في هذه الحياة ما يعطي قيمة مساوية للكهرباء ؟ و بالطبع فإني اقصد البعد عن التعمق في الذات الالهية , فا الله بلا شك هو محرك كل شئ حولنا بداية بالكواكب و المجرات و حتي تلك النقط الصغيرة الذي تتجمع فتكون كلا من النية و الفكرة لكن في هذه الدنيا ما الذي له لمسة مثل لمسة الكهرباء فتكون عند غيابه بلا هماد بلا حراك و عند وجوده تكون الإدرينالين الذي يدفع فارس الإرادة ليشد لجام العمل فيفوز بسباق (أسعي لتزويج حلمك بالواقع-و يابخت من وفق راسين في الحلال) ولا تكون فقط كذلك بل تكون ايضا النبض الذي لولاه لما تحرك القلب ولا تحركت خلفه باقي الاعضاء.

انه و بدون مقدمات كثيرة الطموح و دعك ممن يقول ان الطموح بداخلك أو يجب ان الخ الخ الخ ان الطموح ليس اكثر من مصباح يجب ان يضاء فالإنسان الأول و قبل العجلة و غيرها كان اختراعه الاول النار و هذا بسبب الطموح , الطموح في الرؤية وقت اللارؤية  الطموح لم يكن ابدا بداخلك لكنك تزرعه تخلقه وقتما اردت التمكن من المستحيل فالمستحيل كان ان يطير الإنسان و ان يري اخبار العالم في لحظة و  ينظر الي صور تشابه الواقع و يتحدث الي شخص يبعد عنه بالالاف الأميال و  يخطوا علي القمر و ان ينظر الي خارج المجرة و  يري الجنين و  يري شكل الحمض النووي و  يتداوي من امراض غريبة و ان يبدع و ينحت من الطين اشكال ما يبهر العالم به , في الحقيقة ان انقطاع الكهرباء جعلني اري ما لم  اراه في نور العالم كله لذلك اشكر خط الكهرباء علي ذهابه ....لأنني رأيت اننا نقبع في المستحيل. 

السبت، 15 يونيو 2013

إنسان الغاب




  
 ان الإنسان في اصله لا يريد الحضارة بل ان بحثه عن تلك المظاهر الحضارية من عمارات و تسيهلات ما هي الا محاولات لتناول مخدر الكسل لكنه يعود ليعاني من اثاراها فيجد ان العمارات قد جلبت الناس و الناس صاحبتها الضوضاء و الضوضاء هي صراخات الزحمة فيعود الإنسان الي بحثه الاخر اي بحثه عن الراحة الراحة في الفراغ و يجدد محاولااته لتناول المخدر و يتجدد الهروب اذن ما الذي يحمل الانسان علي تكرار تلك الدورة المملة التي لا تنقطع ثم اتي الرد في صورة كنت اشاهدها و هي صورة لغابة في قلب الأمازون ان الراحة هي راحة الغابة ان الانسان يطوق الي اصله اي انسان الغاب و هو الانسان الاول ذلك الذي خرج وجد من يشابه في جسده و هو القرد فكان مثله ما ان احتاج الي الحياة كان في قريته في وسط الناس و ما ان يحتاج الي الهدوء و يحتاج حقا الي الحياة كان يصعد علي شجرة من الاشجار فيكون هو و السماء و التأمل لكننا في ذلك الجزء من العالم لا نستطيع الذهاب الي اي غابة لانه لا توجد غابة تكفينا كلنا اذا الحل ان نأتي بالغابة الينا و هي ان نصطنع غابتنا فنحول شباك السيارة الي تحليق بين الاشجار لكن بدلا من الاشجار يكون تحليقا بين وجوه الناس و تصرفاتهم الغريبة حتي جلوسك في البلكونة فتكون هي شجرتك الخاصةبينك و بين السماء و التأمل فكن انت انسان غابتك و توقف عن تعاطي الكسل او ان كنت من اولئك المنددين بقول ( لا استطيع – انت لا تعلم عما تتحدث – القول اسهل من الفعل ) فأبدأ بوقف خيالك عن الكسل و احعله يأخذك من يدك و يذهبك الي المكان الذي تريده الخيال ليس اقل اهمية من الهواء لهولاء الذين يتوقون الي الحرية من واقعهم  لكن قيود مجتمعهم مصهورة بحديد يأسهم و تجاربهم التي حظوا بها بقصة فشل بدل من نجاح هي ما تبقي جسدهم لا يتحرك لذلك ان لم تستطيع ان تترك الكسل فأبدا بترك كسل الخيال حتي لا تتحول الي انسان الغاب بمعناه الحالي ...مجرد تمثال شمعي في متحف الشمع بدون حركة .... بدون تفكير .... بدون خيال 

الجمعة، 14 يونيو 2013

الجنون






كثرت مفاهيم الجنون حتي انها اصبحت تعريف كل ما هو شاذ عن رأي الشخص و مفاهيمه اذن ماهو الجنون و من هو المجنون هل هو منكوش الشعر دائم الحديث مع الهواء ؟ لا انه مجرد عقل لم يتحمل مطارق الصدمات الصغيرة لانه لم يرسم هامش الخطأ و هذا ناتج عن ان الشخصيات او المواقف قد اجتازت جميع الاختبارات المبدئية لنيل شهادة المعاملة بالجانب الايجابي اذا لابد من ان اليد التي امسكت تلك المطارق لابد انها خارجية و غريبة عنه انها كالفيروس و لكنها للاسف ليست فيروس بل اسوأ من الفيروس انها مرض مناعي و المعروف عن الامراض المناعية انها خروج اجهزة دفاع الجسد عو الطبيعي فتهاجم الجسد نفسه اي ان الذي قطع المنطق عن هذا العقل و اشباهه من العقول هو صاحب العقل نفسه فإن الحياة و الزمن و ضعا له مرضي كثيرين يعالجهم و كل مريض يموت لديه يخبر نفسه انه سينجح في المرة المقبلة غير ابه بالاخطاء و الحسابات تاركا نفسه بلاشئ بلا خبرة حتي المريض القادم حتي ينتهي الامر بانه هو المريض الاخير المريض المحتضر بينه و بين اعلان الوفاة دقائق و عندما تدخل الي عنبر المجانين تجد محتضرين يتلفظون بانفاسهم الاخيرة علي شكل لغات غير مفهومة بعضها مضحك و الاخر مبكي لكن الحال واحد  و لكن عند رؤيتي لما يقرب فيلم 678 في نفس الاتوبيس الاخضر المتهالك عالي الصوت متشبع برائحة البنزين لم تتحرك ليقينها انهم سيلومونها ادركت ان الجنون ليس في اللاعادي بل الجنون في العادي ان تكون مجرد ذرة رمل تنقلها الهواء ولا شئ اكثر لا تهتم بباقي الذرات ان تتحطم و تختفي او بالاحري تكون مجرد خلية لا تهتم بنواتها صالحة ام فاسدة فقط تأكل و تنقسم لتعيش فقط تأكل و تنقسم و تكذب لتعيش فقط تأكل و تنقسم و تضحك لتعيش

الخميس، 13 يونيو 2013

ورقة الجوكر



رمز لكل ما يبعث علي الابتسامة و الابتسامة فقط ايان عصر المملكات و حتي الان لكن حصر في السيرك و هذا تعريفه المهني فقط لكن بدأت الدراما و ابداع تحويله الي رمز من رموز الدهاء لإضفاء معني علي كلمة ( الوجه خلف ذلك القناع) و لكن لم يتوقف عند الدهاء بل امتد الي الشر ايضا و مع فروع و اختلافات معني الجوكر اصبح رمزا لعدة اشياء مختلفة حسب فروق الدول فتجده في امريكا و اوروبا رمزا للضحك و الرعب و الجريمة اما في مصر تجده رمز للضحك و الذكاء لكن هؤلاء لا يستخدموا حتي ورقة الجوكر و اذا رأوا مستخدميها لانحنوا لهم ليس احتراما فقط بل شفقة ايضا  فهو شاب يضحك بعض الاطفال اصحاب الاعاقات الخفيفة من اجل مال يصرفه في سباق تحدي اكبر اعاقة في حياته انه لم يكمل تعليمه . هو اب يعود من العمل متصبب العرق يدق الجرس و يتمني لو ان اصبعه ينقطع قبل ان يدق ليدخل علي اولاده ليس في يده شئ سوي احضان يحملهم بداخلها و يرفعهم الي هواء و يدغدغهم حتي ينصرفوا ثم يواجه زوجته بتعبير علي وجهه لا يحكي سوي جملة واحدة مجددا سيتأخر القبض هو طفل في العاشرة يري الدنيا سوداء و التفسير الذي اعطي له انه مغمض العنين منذ الولادة و لكنه قد انار قلب كل من حوله و اشعل روحهم بمقالبه فكان لا يسلم احد من مقالبه فتركت به ذكريات و لكل من حوله ذكريات جعلته مرأي و مسمع الباحث عن البسمة في العبثية هي معلمة تعلم تلاميذها قواعد اللغة العربية و تكره قواعد مجتمعنا المنحلة الذي تسمعه ينال منها و هي تصعد الي شقتها تنظر الي تذاكر السفر المنتهية الصلاحية الملقاة علي الكومدينوا و تجتهد في التذكر لماذا رفضت السفر لتجد صورة تجيبها هي صورة تلاميذها مجتمعون حولها و لكل له وضعيته الغريبة فتذكرت انها لا تريد ترك ذلك الجيل الذي يسكن الصورة ليلحق بذلك الجيل الذي يسكن الشارع و ان احصيت هؤلاء فلأنهم ظهروا علي سطح عقلي و سطح الحياة و ما خفي كان اعظم و انا لن اقول لك كن ما تكون او كن كهؤلاء او ابتسم و انت تعمل بل هناك امر واحد ان كان يمثل طلبا بسيطا بسيط في القول بسيط في الفعل اذا اردت ان تصوغ افعالك الخاطئة و فشلك لا تستخدم ورقة الجوكر اذا اردت ان تنال من قلوب من حولك لا تستخدم ورقة الجوكر فقط دعها لمن انتهت جميع اوراقه و يكون قد اليأس يده علي كتفه حتي يعلمه بميعاد مغادرته من علي الطاولة لأنه فقط حينها ان لم يستخدم تلك الورقة يكون قد ذهب دون ترك شئ خلفه سوي الرماد و استخدم انت اوراقك كلها بمعني لا تطلب شيئا لتصنع عملا متقنا او عملا يستحق التقدير بل اسعي في تحقيقه بما تحتويه يديك فا التقدير الحقيقي لا يأتي من جمال العمل فقط بل في المواد البسيطة التي صنعته