الجمعة، 31 يناير 2014

معطف الرحمة

بداخل زاوية في عقلي امتدت اربعة جدران لتكون شقة يقبع بداخلها مكتب لدكتور صغير في العمر خفيف شعر الوجه حاد النظرات يسأله المريض اذا ما كان يصف له دواء ينسيه ذلك الواقع الذي يعيشه من مسؤوليات كثيرة يتحملها فقط من اجل من يحب ، بالطبع الدكتور كان لديه هذا الدواء لكن ان وصفه له فيكون قد خلق مهربا من صعوبة الحياة و لم يساعده علي العلاج و ذلك يخالف كل مواثيق اخلاقه المهنية ، لذلك اعطاه الدكتور حبة واحدة و اخبره ان ينتظره ساعتين بالخارج ثم يدخل مجددا  ، علي ان يأخذ الحبة فور خروجه ، كان الدكتور يريد ان يري إثر حبة المضادة للإكتئاب  اين الإيجابيات التي سيركز عليها المريض .......... 



و قبل دخول المريض استيقظت في مستشفي خاص علي صوت شجار شديد بين ممرض في مكتب الإستقبال و أب لأنه يريد لإبنه ان يدخل غرفة العمليات و المستشفي ترفض حتي يدفع مقدمة و هو مبلغ لا يقدر سوي بالكثير الأب يشكو ان الخطأ ليس خطأه انها خطأ تلك الإشتباكات العنيفة التي شهددتها الشوارع و هو كان يسير بابنه و يقطع الشارع من اجل الإنصرف اذ فوجئوا بأشخاص كثيرة تركض بجانبهم و خلفهم تركض الشرطة ثم تبادلوا الإشتباكات ليركض الرجل بابنه حتي وصلوا الي مكان أمن فوجد ابنه و الدم يعلن عن استقرار رصاصة في ظهره قرب الفقرات السفلية وهو لا يريد ان يأخذه لمستشفي حكومي فالأب يريد انقاذ ابنه لا ان ينقذه و يجعله حاملا لوباء يقتل القاهرة الجميلة ، هممت ان اتجه للصراف الألي لأسحب كل ما املك حتي ادخل هذا الصبي ، لكن نظرت الي غرفة بجانبي و هي استراحة الأطباء فدخلت اليها ثم ارتديت معطفا ابيض يحمل اسم ، لا ادري اهو اسم امرأة ام رجل و توجهت الي السرير الراقد عليه الفتي  و تحركت به الي غرفة العناية ليوقفني الممرض المسؤول بأن الرجل لم يدفع فنظرت اليه بكل ما املك من اشمئزاز و اخبرته اني سأتولي الأمر و لم اعطه الفرصة ليسألني عن اسمي منهيا جملتي بأني سأعطيه كافة البيانات عند اتمام الأمر ، ذهب معي الأب و عندما

ادخلته الغرفة خرجت الي الصراف لأسحب الف جنيه و اتجهت الي ممرض صغير يبدوا عليه الغرور  ووعدته ان اعطيه اياها ان دخل الي تلك الحالة و وضع لها الأوراق اللازمة و يدخلها في جدول العمليات اليوم حينها دخل الممرض الي الغرفة ليري الحالة و بعد ان انتهي من الأوراق التي تخبر الدكتور ان المريض لا يشكوا من حساسية اتجاه بعض مواد العمليات ، اخبرني انه لا يمكن ان يدرجه في الجدول لكنه اطلعني علي حيلة اذكي في انه سيجعل الفراش المشرف علي الدور ينهي هذا الأمر البسيط ، و لكن لإقناعه سيريد الفا له و الفا اخري للفراش المشرف علي الدور .. كنت اعلم ان الممرض يريد الفا اخري لنفسه حتي يرضي غروره و لا يتساوي مع الفراش لكن لتذهب الثلاث الاف الي الجحيم فإنها لا تساوي مقدمة العملية و ستنجزها ، كما ان ذلك المبلغ علي تلك المراكز الصغيرة يساوي كثيرا فإنها تلك المراكز الصغيرة هي ما توصلنا الي اصعب درجات احلامنا ، و في اثناء العملية و بعد ان اعلمني الفراش ان الأمر لا يتخطي اصابة في الأمعاء الغليظة و خدوش في الظهر و يتم استخراج الرصاصة الأن بالاضافة الي بعض الكي و التقطيب ، نظر الي الأب و سألني لماذا كل ذلك ؟ ببساطة أردت ان اخبره عن ان  ذلك نابع من كرهي لتلك المعاطف البيضاء التي تمثل اشخاصا ما عادوا يهتموا بالطب و الحالة الإنسانية اكثر من تكلفة تصليح تلك الحالة الإنسانية و كيف انها يجب ان تكون معاطف الرحمة التي تصرف عن الإنسان شئ من ألام الهموم بشأن ايجاد ثمن الطعام و الشراب و صراعه اليومي من اجل البقاء في مستنقع السموم هذا المسمي العالم ، لكني اخبرته فقط اني اكره البروتوكلايات الحقيرة و تركت الرجل في خليط من الدهشة و الإعجاب و الإستنكار  و الإستغراب .

الاثنين، 20 يناير 2014

فن كسر الدمي




الحرية ليست دائما متنفس من السعادة ، لأنها عندما تدخل في التربية فإنها تكون مصنعا لإنشاء فرد لا يميز الصواب من الخطأ فيحكم عليه بعدم الإنتماء و التيه ، و الحرمان منها ليس حلا لأن الديكتاتورية تكون مصنعا لإنشاء فرد لا يري سوي ما يراه طاغيتهم طوال حياته سواء كان ذلك الطاغية هو  أهل\صديق\مدير\رئيس الدولة ، فيصبح دمية بلا عقل بلا روح و انما مجرد خيوط ليمسكها كل من وافق هوي تلك الدمية كل من استطاع ان يوهمها انه يريد لها الخير ، يريد لها السلام ، لكن عندما تنقطع خيوط تلك الدمية من اجل ان تتحرر حينها يكون المذنب هو الذي حررها ! ، و حقا يكون مذنبا لأنه لم يحرر تلك الدمية من مخاوفها ، مخاوفها من تحمل المسؤولية ، ان تحمل المسؤولية امر مخيف بحد ذاته لذلك تحدث في الدول الاوروبية حالات هروب من الكنيسة قبل اتمام الزواج و يحدث مثلها في عالمنا العربي بشكل اخر ، عليك ايها المُحرر ان تفهم طبيعة من امامك اولا... فنحن في عالم  يقع في اقصي ضفتي الحرية ، هناك الحرية دون العلم الروحي فالدمية التي تسكن تلك الضفة تكون خيوطها حريرية لا تشعر بها ، اما الضفة الأخري و هي ضفة انعدام الحرية و يكون صناع تلك الدمي المميزة بخيوطها الحديدة قد اتفقوا منذ البداية ان الحرية خاطئة لأنها تفسد تهدم كل ما بنوه من اشياء جميلة يجب ان تتماسك و من اجل تماسكها لا يجب ان يتم العبث بها ومن اجل ذلك لا يجب ان توجد حرية ... و الأن بعد ان علمت بتلك العقدة امازلت تريد تحريرهم ؟ 

اذن الطريقة المثلي هي ان تضع تلك الدميتين بقبالة بعضهما العض و تدعهما يكسران خيوطهما بالسخرية حينها سيتبقي اخر خيط و هو  خيط يشبه في صلابته خيط العقيدة حينها لكسر ذلك الخيط يجب ان تضعهما امام حقيقة قوية مصدمة ان كلاهما لا تدركان الحرية و لا يفهماها حينها قد تتحرر تلك الدميتين و كل الدمي عن طريق البحث عن العلم او المفهوم الأفضل للحرية حينها قد يكون لديك بدايات عالم او علي الأقل مجتمع حقيقي